فصل: باب: قَوْلُهُ: {خَلَقَ الإِنسَنَ مِنْ عَلَقٍ} (2)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: فيض الباري شرح صحيح البخاري ***


باب‏:‏ ‏{‏وَأُوْلَتُ الاْحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً‏}‏ ‏(‏4‏)‏

وَأُولاَتُ الأَحْمَالِ‏:‏ وَاحِدُهَا‏:‏ ذَاتُ حَمْلٍ‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏ليراجعها، ثُم يمسكها‏)‏ وهذا صريحٌ في أن تطليقَ ابنِ عمر امرأتَه في الحيض اعتُبر طَلاقاً، مع كونه بدعةً، فكيف يقول ابنُ تيميةَ ما يقول‏؟‏ وقد مَرّ، ثُم الرجوع عنه واجِبٌ، كما في «الهداية»، وهو ظاهر الحديث، وقيل‏:‏ مستحبُّ، والأَوّل أرجح‏.‏

4908- قوله‏:‏ ‏(‏حتى تَطْهُرَ، ثُم تحيض‏)‏‏.‏‏.‏‏.‏ إلخ‏.‏ وللرواة فيه اختلافُ، وهو الوجهان للحنفية، فقيل‏:‏ إنّه يُطلِّقها في الطُّهر الذي بعد الحَيْضة الأُولى، كما عند أبي داود، وقيل‏:‏ بل ينبغي له أن يُمْهِلَها حتى تمضِي حيضتان، ثُم يُطَلِّقها في الطُّهر الذي بعدهما‏.‏ وتَعرَّض صاحب «الهداية» إلى حِكْمة التراخي، وراجع «بداية المجتهد» لابن رشد‏.‏

4908- قوله‏:‏ ‏(‏فتلك العِدَّةُ، كما أَمَره اللَّهُ‏)‏‏.‏‏.‏‏.‏ إلخ‏.‏ إشارةٌ إلى قوله‏:‏ ‏{‏فَطَلّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ‏}‏ واستدل منه الشافعية على كونِ القروء بمعنى الأَطهار، فإِن التطليقَ في الطُّهر بالإِجماع، وقد جعله القرآنُ عِدّةً لهن، فدلّ على أنَّ العِدّة بالأطهار‏.‏ وأجاب عنه الزَّمْخَشريُّ‏:‏ أنَّ اللام فيه للاستقبال، فيكون التَّطْلِيقُ في الطُّهر، وعِدّتها بَعْدَه في الحَيْض، وتؤيدُه قراءة‏:‏ «قبل عدتهن»‏.‏ والجواب عندي‏:‏ أنَّ العِدّة عِدَّتان‏:‏ عِدّة الرجال، وهي للتطلِيق؛ وعدَّة النِّساء، وهي للتربُّص، كما في «المبسوط»‏.‏ والمذكور في الآية عِدّة الرِّجال- كما أشار إليه الطحاوي- دون عِدَّة النساء، وهي في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَالْمُطَلَّقَتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَثَةَ قُرُوء‏}‏ ‏(‏البقرة‏:‏ 228‏)‏، فالرِّجال أُمِرُوا أن ينظروا متى يُطلِّقُوها، وهو الأَطْهار، والنِّساء أُمرن‏:‏ أن يتربَّصْن بأنفسهن ثلاثةَ حِيض، واللام فيه للظرفية، ولذا خاطب في «سورة الطَّلاق» الرجال، وقال‏:‏ ‏{‏يأيُّهَا النَّبِىُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النّسَآء‏}‏فَطَلّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ، وفي «سورة النساء» النِّساء، فقال‏:‏ ‏{‏وَالْمُطَلَّقَتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ‏}‏‏.‏‏.‏‏.‏ إلخ‏.‏ وبالجملة قَسَم العِدَّة بين الرِّجال والنِّساء في السورتين، وبيّن لهما ما كان عليهما مِن إحصاء عِدّتهما‏.‏

4909- قوله‏:‏ ‏(‏فقال ابنُ عباس‏:‏ آخِرُ الأَجَلَيْن‏)‏‏.‏‏.‏‏.‏ إلخ‏.‏ والسَّلَف مُخْتلفون بين آيةِ عِدّة الحاملة، وآية عِدّة المُتوفَّى عنها زَوْجُها‏:‏ فمنهم مَنْ ذهب إلى أنَّ بينهما عُموماً وخصوصاً مِن وَجْه؛ والجمهور إلى أنَّ وَضْع الحَمْل هو العِدَّة، سواء كان قريباً أم بعيداً، وهو مذهبُ ابن مسعود‏.‏

4909- قوله‏:‏ ‏(‏أنا مع ابنِ أَخي‏)‏ وهذه محاورةٌ‏.‏

4910- قوله‏:‏ ‏(‏فَذَكَر آخِر‏)‏ أي جَرَت تلك المسألةُ‏.‏

4910- قوله‏:‏ ‏(‏فَضَمَّزَ لي‏)‏ وهو إخراجُ الصوتِ، بضم الشَّفَتين، كشِبه الضُّراط‏.‏ قلتُ‏:‏ فظهر منه أنَّ الجُزْء الواحِد، قد يَدْخُل تحت أَصْلَين، فتختلف فيه الأنظار، أنه بأَيِّ الأَصْلين أقرب‏؟‏ وهذه هي مقاسمةُ الأُصول، وهي من وظيفةِ المجتهد‏.‏

4910- قوله‏:‏ ‏(‏فَلَقِيتُ أبا عَطِيَّةَ مالك بنَ عامر‏)‏ وعند ابن أبي شَيْبة في «مُصَنَّفه»‏:‏ أنَّ أصحاب ابنِ مسعود لم يكونوا يَرَوْن الفاتحةَ خَلْف الإِمام‏.‏ وفي إسناده مالك بنُ عمارة، وهو رَجُلٌ مجهولٌ لا يُعْرف‏.‏ قلتُ‏:‏ نُسخةُ المصنِّف سقيمةٌ جداً، يمكن أن يكون هو مالك بن عامر، فتحرّف إلى عمارة‏.‏

سُورَةُ التحريم

باب‏:‏ ‏{‏يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ‏}‏ ‏(‏1‏)‏

باب‏:‏ ‏{‏تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ‏}‏‏{‏قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلةَ أَيمَانِكُمْ وا مَوْلاكُمْ وهُوَ العَلِيُّ الحَكِيمُ‏}‏

باب‏:‏ ‏{‏وَإِذَ أَسَرَّ النَّبِىُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوجِهِ حَدِيثاً فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَن بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِىَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ‏}‏ ‏(‏3‏)‏

فِيهِ عائِشَةُ، عَنِ النبي صلى الله عليه وسلّم

باب‏:‏ قَوْلُهُ‏:‏ ‏{‏إِن تَتُوبَآ إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا‏}‏ ‏(‏4‏)‏

صَغَوْتُ وَأَصْغَيتُ‏:‏ مِلتُ‏.‏ ‏{‏وَلِتَصْغَى‏}‏ ‏(‏الأنعام‏:‏ 113‏)‏ لِتَمِيلَ‏.‏

‏{‏وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَهُ وَجِبْرِيلُ وَصَلِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَئِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ ظَهِيرٌ‏}‏ ‏(‏4‏)‏ عَوْنٌ، تَظَاهَرُونَ‏:‏ تَعَاوَنُونَ‏.‏

وَقالَ مُجَاهِدٌ‏:‏ ‏{‏قُواْ أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ‏}‏ ‏(‏6‏)‏ أَوْصُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ بِتَقْوى اللَّهِ وَأَدِّبُوهُمْ‏.‏

قَوْلُهُ‏:‏ ‏{‏عَسَى رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوجاً خَيْراً مّنكُنَّ مُسْلِمَتٍ مُّؤْمِنَتٍ قَنِتَتٍ تَئِبَتٍ عَبِدتٍ سَئِحَتٍ ثَيّبَتٍ وَأَبْكَاراً‏}‏ ‏(‏5‏)‏

سُورَةُ تَبَارَكَ الَّذي بِيَدِهِ المُلْكُ

التَّفَاوُتُ‏:‏ الاِخْتِلاَفُ، وَالتَّفَاوُتُ وَالتَّفَوُّتُ وَاحِدٌ‏.‏ ‏{‏تَمَيَّزُ‏}‏ ‏(‏8‏)‏ تَقَطَّعُ‏.‏ ‏{‏مَنَاكِبِهَا‏}‏ ‏(‏15‏)‏ جَوَانِبِهَا‏.‏ ‏{‏تَدْعُونَ‏}‏ ‏(‏27‏)‏ وَتَدْعُونَ، مِثْلُ تَذَّكَّرُونَ وَتَذْكُرُونَ‏.‏ ‏{‏وَيَقْبِضْنَ‏}‏ ‏(‏19‏)‏ يَضْرِبْنَ بِأَجْنِحَتِهِنَّ‏.‏ وَقالَ مُجَاهِدٌ‏:‏ ‏{‏صَآفَّتٍ‏}‏ ‏(‏19‏)‏ بَسْطُ أَجْنِحَتِهنَّ‏.‏ ‏{‏وَنُفُورٍ‏}‏ ‏(‏21‏)‏ الكُفُورُ‏.‏

واختُلف في شأن نزولها‏:‏ فعند النَّسائي أنها نزلت على تحريم ماريةَ؛ وعند البخاري على تحريم العَسَل‏.‏ ورَجَّح الحافظ ههنا النَّسائي على البخاري، وذهب جماعةُ إلى أنَّ القصص فيه متقاربةٌ، ونزلت السورةُ بعدها‏.‏ ثُم إنَّ تحريم الحلال يمينٌ عندنا، فإِنَّ الله سبحانه سَمّى تحريم الحلال يميناً، فقال‏:‏ ‏{‏قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَنِكُمْ‏}‏ فسماه يميناً‏.‏ وأجاب عنه النوويُّ‏:‏ أنَّ النبي صلى الله عليه وسلّم كان حَلَف في القِصّة بصيغةِ اليمين أيضاً، فاليمين هو ذلك‏.‏

قلتُ‏:‏ هَب، ولكنا لا نَهْدِرُ ألفاظَ القرآن، فإِنه لم يعدل عن جعل التحريم يميناً، فاعتبرناه، فإِن كانت القصة في أيديهم، فمنطوقُ القرآنِ بأيدينا، وكفانا به قدوةً وإماماً؛ وبالجملة دَارَ النظر فيه بين أن يُؤخذ بعنوان القرآنِ، أم بما في الواقع، والنظران هما الرأيان‏.‏

4911- قوله‏:‏ ‏(‏في الحَرَامِ‏:‏ يُكْفَرُ‏)‏ ذهب مالك والشافعي إلى أنَّ مَنْ حَرُمت عليه زوجتُه فله أحكام، أما مَنْ حرم عليه غيرُها فليس له حُكْم، فإِنّ الحلال لا يصيرُ حراماً بتحريم أَحَد، وعندنا هو يمين‏.‏ وعن أحمد روايتان‏.‏ وذهب ابنُ القيِّم إلى أن ذلك الشيء يحرم عليه تحريماً وقتياً حتى يُكَفِّر، وعندنا يَحْنَث بأكله، بدون أن يَحْرُم عليه‏.‏

4912- قوله‏:‏ ‏(‏أَكَلْتَ مَغَافِيرَ‏)‏ قال الزَّمخشريّ‏:‏ وهمزة الاستفهام قد تُحْذف ومعناها يُفْهم من نغمة الصوت‏.‏ وهو حَسَنٌ جداً، وإنْ لم يتعرّض إليه النُّحاة‏.‏

4913- قوله‏:‏ ‏(‏حَتَّى يَظَلَّ يَوْمَه غضبانَ‏)‏، لا بدّ فيه من التقسيم، فإِنَّ بعض أنحاء الغضب يكون كُفْراً، وبعضَها لا‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَهُ‏)‏ مدد كار‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏‏{‏وَجِبْرِيلَ‏}‏وَصَلِحُ الْمُؤْمِنِينَ‏)‏، أي أبو بكر، وعمر، ولا أدري ما الداعيةُ لهذا الإِعظام‏.‏

4913- قوله‏:‏ ‏(‏يَرْقَى عليها بِعَجَلةٍ‏)‏ العجلة لكر مين صلى الله عليه وسلّم ى دال ديتى هين شبه الأرجوحة‏.‏

سُورَةُ ن وَالقَلَمِ

وقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ‏:‏ يَتَخَافَتُونَ‏:‏ يَنْتَجُونَ السِّرَارَ والكَلامَ الخَفيَّ‏.‏ وَقالَ قَتَادَةُ‏:‏ ‏{‏حَرْدٍ‏}‏ ‏(‏25‏)‏ جِدّ في أَنْفُسِهِمْ‏.‏ وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ‏:‏ ‏{‏لَضَالُّونَ‏}‏ ‏(‏26‏)‏ أَضْلَلنَا مكانَ جَنَّتِنَا‏.‏

وَقالَ غَيرُهُ‏:‏ ‏{‏كَالصَّرِيمِ‏}‏ ‏(‏20‏)‏ كالصُّبْحِ انْصَرَمَ مِنَ اللَّيلِ، وَاللَّيلِ انْصَرَمَ مِنَ النَّهَارِ، وَهُوَ أَيضاً‏:‏ كُلُّ رَمْلَةٍ انْصَرَمَتْ مِنْ مُعْظَمِ الرَّمْلِ، وَالصَّرِيمُ أَيضاً المَصْرُومُ، مِثْلُ‏:‏ قَتِيلٍ وَمَقْتُولٍ‏.‏

باب‏:‏ ‏{‏عُتُلٍ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ‏}‏‏(‏13‏)‏

باب‏:‏ ‏{‏يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ‏}‏ ‏(‏42‏)‏

قوله‏:‏ ‏(‏كُلُّ رَمْلةٍ‏)‏‏.‏‏.‏‏.‏ إلخ‏.‏ يعني ريت كاتيله جو كت كياهو برى تبلى سى‏.‏

4917- قوله‏:‏ ‏(‏زَنَمَةِ الشَّاةِ‏)‏، كانوا يقطعون أُذن الشاةِ، ويتركون شيئاً منها، فَتَبقى معلَّقة، ثُم يقال‏:‏ زَنِيم لمن لم يكن مِن القومِ، وكان دَخَل فيهم‏.‏

4918- قوله‏:‏ ‏(‏جَوّاظ‏)‏ منه صلى الله عليه وسلّم ت‏.‏

4918- قوله‏:‏ ‏(‏‏{‏عُتُلٍ‏}‏‏)‏ اكهر‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏‏{‏يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ‏}‏‏)‏ وهو تجلَ‏.‏ واعلم أنَّ الرَّجل يرى الأمورَ القدسيةَ الغَيْبيةَ التي ليست مادية، كالرؤيا، وتسمّى تجلياً امور قدسية غيبيه جومادى نهين هين اس كاسمان باندها جاوى مشاهده كيلئى يه تجلى هى‏.‏

سُورَةُ الحَاقَّةِ

‏{‏عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ‏}‏ ‏(‏21‏)‏ يُرِيدُ‏:‏ فِيهَا الرِّضَا‏.‏ ‏{‏الْقَاضِيَةَ‏}‏ ‏(‏27‏)‏ المَوْتَةَ الأُولَى الَّتِي مُتُّهَا ثُمَّ أُحْيَا بَعْدَهَا‏.‏ ‏{‏مّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَجِزِينَ‏}‏ ‏(‏47‏)‏ أَحَدٌ يَكُونُ لِلجَمْعِ وَلِلوَاحِدِ‏.‏

وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ‏:‏ ‏{‏الْوَتِينَ‏}‏ ‏(‏46‏)‏ نِيَاطُ القَلبِ‏.‏ قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ‏:‏ ‏{‏طَغى‏}‏ ‏(‏11‏)‏ كَثُرَ، وَيُقَالُ‏:‏ ‏{‏بِالطَّاغِيَةِ‏}‏ ‏(‏5‏)‏ بِطُغْيَانِهِمْ، وَيُقَالُ‏:‏ طَغَتْ عَلَى الخُزَّانِ كَمَا طَغى المَاءُ عَلَى قَوْمِ نُوحٍ‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏أَحَدٌ يكون للجَمْع‏)‏ قلتُ‏:‏ الأَحَد مُفْرد، لكنه في سياقِ النَّفي يفيدُ الاستغراق‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏‏{‏الْوَتِينَ‏}‏ نِياطُ القَلْب‏)‏ أي هي عِرْق يتعلق القلبُ بها‏.‏ واعلم أن لعين القَاديان قد تمسّك بها على صِدْقه، بأنه لو كان كاذِباً لقطع منه الوَتِين أيضاً‏.‏

قلتُ‏:‏ أين هذا اللعين مِن الآية‏.‏ فإِنّ فيهما قطع الوتين، لمن تقوّل على الله من الأنبياء الصادقين، وأما الكاذبون فهم خارجون عن الخطاب، فإِنّ العقوبة إنما تَحُل بمن كان صاحب سِرِّك، وعَيْبتك، وكَرشك، ولا تمهله أنت حتى يكذِّب عليك أَلْف كذبة، بخلاف مَنْ كان عَدواً لك، فإِنّك تستدرِجُه على حين غَفْلة، فتأخذه أَخْذَة الأسف‏.‏

فالأنبياءُ عليهم السلام لو كَذبوا على الله والعياذ بالله، لهلكوا معاً، وذلك لأنَّ الله تعالى إذا صَدّقهم بإِظهار المعجزات على أيديهم، فلو تَرَكهم يكذبون عليه، لكان فيه تلبيسٌ على النَّاس بين الحقّ والباطل، فالناس في أمن منهم، يعلمون أنَّ ما يقولونه يكون حَقّاً ومصدّقاً من الله، وحينئذٍ لو افترى على الله، ثُم لا ينتقم اللَّهُ منه، فما الإِثمُ عليهم لو أطاعوه في مفترياتِهم‏.‏ فظهر أنَّ الخِطاب في الآية مع الرُّسل والأنبياء عليهم السلام، دون الكاذبين والدجاجلة، فإِنّ الربّ متى صَدّقهم، وإنّما اللّوم والشَّين على مَنْ صَدّقوه بدون سابقيةِ أَمْره في كتابٍ ولا سُنّة، ولا تصديقَ رَبِّهم من فوق العَرْش، فأي لَبْس، لو تركه يتقوّل على الله حتى يكونَ إجحافُه مرّةً واحدة‏.‏ فهذا المعيارُ للصادقين دون الكاذبين، على أنَّ في الآية إخباراً بإِرادة جزئية في حقّ النبيِّ صلى الله عليه وسلّم لا استدلالاً على صِدْقه بِسُنّة كُلّية في الأنبياء، يعني أنَّ هذا النبيَّ الذي تحسبونه كاذباً، لو تقوّل علينا، لفعلنا في حَقِّه ما فعلنا، فتلك أخبارٌ بإِرادته تعالى فيه، وليس فيها استدلالٌ بحياته، وبقائه سالماً على صِدْقه‏.‏ وكم مِن فَرْق بين الأخبار عن إرادة جزئية، وبين الاستدلال بِسُنّة كلية ألا ترى أنَّ الضمير فيها للنبيِّ صلى الله عليه وسلّم فما خاطبه اللَّهُ به نفسه الكريمة، لا يجب أن يتحقّق في غيره‏.‏

سُورَةُ سَأَلَ سَائِلٌ

الفَصِيلَةُ‏:‏ أَصْغَرُ آبَائِهِ القُرْبى، إِلَيهِ يَنْتَمِي مَنِ انْتَمى‏.‏ ‏{‏لِلشَّوَى‏}‏ ‏(‏16‏)‏ اليَدَانِ وَالرِّجْلاَنِ وَالأَطْرَافُ، وَجِلدَةُ الرَّأْسِ يُقَالُ لَهَا شَوَاةٌ، وَما كانَ غَيرَ مَقْتَلٍ فَهُوَ شَوىً‏.‏ وَالعِزُونَ‏:‏ الجَمَاعَاتُ، وَوَاحِدُهَا عِزَةٌ‏.‏

سُورَةُ‏:‏ ‏{‏إِنَّآ أَرْسَلْنَآ‏}‏

‏{‏أَطْوَاراً‏}‏ ‏(‏14‏)‏ طَوْراً كَذَا وَطَوْراً كَذَا، يُقَالُ‏:‏ عَدَا طَوْرَهُ أَي قَدْرَهُ‏.‏ وَالكُبَّارُ أَشَدُّ مِنَ الكُبَارِ، وَكَذلِكَ جُمَّالٌ وَجَمِيلٌ لأَنَّهَا أَشَدُّ مُبَالَغَةً، وَكُبارٌ الكَبِيرُ، وَكُبَاراً أَيضاً بِالتَّخْفِيفِ، وَالعَرَبُ تَقُولُ‏:‏ رَجُلٌ حُسَّانٌ وَجُمَّالٌ، وَحُسَانٌ، مُخَفَّفٌ، وَجُمَالٌ، مُخَفَّفٌ‏.‏ ‏{‏دَيَّاراً‏}‏ ‏(‏26‏)‏ مِنْ دَوْرٍ، وَلكِنَّهُ فَيعَالٌ مِنَ الدَّوَرَانِ، كَمَا قَرَأَ عُمَرُ‏:‏ الحَيُّ القَيَّامُ، وَهيَ مِنْ قُمْتُ، وَقالَ غَيرُهُ‏:‏ ‏{‏دَيَّاراً‏}‏ أَحَداً‏.‏ ‏{‏تَبَاراً‏}‏ ‏(‏28‏)‏ هَلاَكاً‏.‏ وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ‏:‏ ‏{‏مَّدْرَاراً‏}‏ ‏(‏11‏)‏ يَتْبَعُ بَعْضُهَا بَعْضاً‏.‏ ‏{‏وَقَاراً‏}‏ ‏(‏13‏)‏ عَظَمَةً‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏والفَصِيلة‏:‏ أَصْغَرُ آبائه القُرْبَى‏)‏‏.‏‏.‏‏.‏ إلخ‏.‏ ويقال لأكبرهم‏:‏ الشَّعْب‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏وما كان غيرَ مَقْتلٍ، فهو شَوىً‏)‏ أي ما كان من أطراف الإِنسان ما لو أصابتها ضَرْبةٌ لم يمت فهي شَوىً‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏‏{‏دَيَّاراً‏}‏‏)‏ يعني أَحَداً كوئى نرهى بستى والا‏.‏

باب‏:‏ ‏{‏وَدّاً وَلاَ سُوَاعاً وَلاَ يَغُوثَ وَيَعُوقَ‏}‏ ‏(‏23‏)‏

حاصِلُه أن تلك الأوثانَ التي كانت في قومِ نوحٍ عليه السلام وصلت بعينها إلى العَرَب‏.‏

قلتُ‏:‏ ولا بُعْد فيه، لأنَّ نوحاً عليه الصلاة والسلام كان في العراقِ، وهي كانت تحت مَمْلكةِ العرب، ويقال لها‏:‏ عِراق العَرَب، فلا عجب منه‏.‏ ويؤيدُه أن عَمْرو بن لحي الذي هو أعلأّل مَن سَنَّ عبادةَ الأوثان في العرب، كان جاء بِوَثَن من العراق، وكان اسْمُه هُبَل؛ والظاهر أنَّ العرب هم الذين كانوا نَحَتُوا هذه الأصنامَ، لا أنها انتقلت من العراق إليهم، غير أنهم نحتوها للمقاصِد التي قصدها أهلُ العراب، وذلك لأَنّا نَجِد في أهل الهند أيضاً أصناماً على تلك الأسامي بعينها، وراجع لها «ترجمة القرآن» للمَوْلَوي، فيروز الذين الدسكوي، فإنّه قد ذكر فيها أسماءها بالهندية، ثُم إنَّهم كانوا أعدوها للحوائج الخاصة؛ فالوَدّ‏:‏ من المودة، وكانوا نحتوها لِجَلْب الخير بينهم؛ والسُّواع‏:‏ من الساعة، وهي التي فَوّضوا إليها الموت؛ ويَغُوث‏:‏ وهي ما كان تَغِيث الناس في شدائدهم؛ ويَعُوق‏:‏ وهي ما كانت تمنعُ وتعوقُ عنهم المصائبَ؛ والنَّسْر‏:‏ كانت على شَكْل النَّسْر‏.‏

وإذ قد عَلِمت أنَّ تلك الأصنام كانت عند العرب أيضاً، فلا حاجةَ إلى جواب ما أُورِد أن تلك الأصنام كيف يمكن أن تكون ما كانت عند قَوْم نوحٍ عليه الصلاة والسلام، مع مُضِي الأَعْصَار، وطُول العهود‏.‏ على أنه لا بُعْد فيه، فإِنَّ نُوحاً عليه السلام كان في بلاد المَوْصِل، وإبراهيم عليه الصلاة والسلام كان في بَابِل، وليست بينهما مسافةٌ كثيرةٌ، وكذا طُول العهد لا ينافي ذلك، مع أنك قد علمت أنها أسماءٌ وصفيةٌ لا أَعلام‏.‏ فما كانت عند العرب أيضاً تُسمّى بتلك الأسماء للاتحاد في المقاصِد، فلا يلزم أن تكون تلك بعينِها ما عند قومِ نُوح عليه الصلاة والسلام، ومما ذكرنا لك من مقاصدها ومعانيها ظهر لك أن ما ذكره الراوي في أَمْر هؤلاء بعيدٌ‏.‏

سُورَةُ ‏{‏قُلْ أُوحِىَ إِلَىَّ‏}‏

قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ‏:‏ ‏{‏لِبَداً‏}‏ ‏(‏19‏)‏ أَعْوَاناً‏.‏

باب‏:‏ سُورَةُ المُزَّمِّلِ

وَقالَ مُجَاهِدٌ‏:‏ ‏{‏وَتَبَتَّلْ‏}‏ ‏(‏8‏)‏ أَخْلِصْ‏.‏ وَقالَ الحَسَنُ‏:‏ ‏{‏أَنكَالاً‏}‏ ‏(‏12‏)‏ قُيُوداً‏.‏ ‏{‏مُنفَطِرٌ بِهِ‏}‏ ‏(‏18‏)‏ مُثَقَّلَةٌ بِهِ‏.‏ وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ‏:‏ ‏{‏كَثِيباً مَّهِيلاً‏}‏ ‏(‏14‏)‏ الرَّمْلُ السَّائِلُ‏.‏ ‏{‏وَبِيلاً‏}‏ ‏(‏16‏)‏ شَدِيداً‏.‏

يقول ابنُ عباس‏:‏ إنَّ الجِنَّ لم يلقوا النبيَّ صلى الله عليه وسلّم في تلك المرّةِ، ولا قالوا له شيئاً، وإنَّما أُوحي إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلّم من قَوْلهم‏.‏ وقال ابنُ مسعود‏:‏ إنَّه آذَنته شجرةٌ كانت هناك‏.‏ وهو الصوابُ عندي، لأنَّ ابن عباس كان إذ ذاك صغيرَ السِّنِّ، فالعبرةُ بقولِ ابن مسعود‏.‏

سُورَةُ المُدَّثِّرِ

قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ‏:‏ ‏{‏عَسِيرٌ‏}‏ ‏(‏9‏)‏ شَدِيدٌ‏.‏ ‏{‏قَسْوَرَةٍ‏}‏ ‏(‏51‏)‏ رِكْزُ النَّاسِ وَأَصْوَاتُهُمْ، وَقالَ أَبُو هُرَيرَةَ‏:‏ الأَسَدُ، وَكُلُّ شَدِيدٍ قَسْوَرَةٌ‏.‏ ‏{‏مُّسْتَنفِرَةٌ‏}‏ ‏(‏50‏)‏ نَافِرَةٌ مَذْعُورَةٌ‏.‏

باب‏:‏ قَوْلُهُ‏:‏ ‏{‏قُمْ فَأَنذِرْ‏}‏ ‏(‏2‏)‏

باب‏:‏ ‏{‏وَرَبَّكَ فَكَبّرْ‏}‏ ‏(‏3‏)‏

باب‏:‏ ‏{‏وَثِيَابَكَ فَطَهّرْ‏}‏ ‏(‏4‏)‏

باب‏:‏ ‏:‏ ‏{‏وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ‏}‏ ‏(‏5‏)‏

يُقَالُ‏:‏ الرِّجْزُ وَالرِّجْسُ‏:‏ العَذَابُ‏.‏

سُورَةُ القِيَامَةِ

باب‏:‏ قَوْلُهُ‏:‏ ‏{‏لاَ تُحَرّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ‏}‏ ‏(‏16‏)‏

وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ‏:‏ ‏{‏سُدًى‏}‏ ‏(‏36‏)‏ هَمَلاً‏.‏ ‏{‏لِيَفجُرَ أَمامَهُ‏}‏ ‏(‏5‏)‏ سَوْفَ أَتُوبُ، سَوْفَ أَعْمَلُ‏.‏ ‏{‏لاَ وَزَرَ‏}‏ ‏(‏11‏)‏ لاَ حِصْنَ‏.‏

باب‏:‏ ‏{‏إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْءانَهُ‏}‏ ‏(‏17‏)‏

باب‏:‏ ‏:‏ ‏{‏فَإِذَا قَرَأْنَهُ فَاتَّبِعْ قُرْءانَهُ‏}‏ ‏(‏18‏)‏

قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ‏:‏ قَرَأْنَاهُ‏:‏ بَيَّنَّاهُ، فَاتَّبِعْ‏:‏ اعْمَل بِهِ‏.‏

‏{‏أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى‏}‏ ‏(‏34‏)‏ تَوَعُّدٌ‏.‏

واعلم أنه قد تكلَّمنا على المُزَّمِّل، وأنه لا تستقيم فيها البدليةُ بين قوله‏:‏ ‏{‏قُمِ الَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلاً‏}‏ ‏(‏المُزَّمل‏:‏ 2‏)‏‏.‏‏.‏‏.‏ إلخ، وأنه ماذا فيه من الجواب عندنا، فراجعه‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏نافرة‏)‏ كهبرائى هوئى بها كنى والى‏.‏

4922- قوله‏:‏ ‏(‏سألت جابِرَ بنَ عبد الله رضي الله عنهما عن ذلك‏)‏‏.‏‏.‏‏.‏ إلخ‏.‏ واعلم أنَّ أَوَّل ما نزلت مِن السُّور هي المُدّثِّر عند جابر؛ والصوابُ أنها سورة «اقرأ»‏.‏ قلت‏:‏ وقد رام الحافِظُ التطبيقَ بينهما، وليس بشيءٍ عندي، بل هو خلافُ الواقع، لأنَّ جابراً قد جَزَم بِكَوْن المُدّثر أَوَّل نزولا، وحينئذٍ فالتوجِيهُ من جانِبه توجِيهٌ بما لا يرضى به قائِلُه، وذلك لأنَّ الرواة إنما يُعبِّرُون عَمّا في ذِهْنهم من المعنى، وربما لا يكون لهم خبرةٌ بما عند الآخَر، فلا يراعونه أصلاً، كيف وإنَّما الواجب عليهم ما بلغ عِنْدهم، فإِذا لم يُبلِّغهم إلاّ ما بلغوا لم يجِب عليهم مراعاتِه أَصْلاً، غير أنَّ اللاّحق إذا وجد المادّةَ المتناقضةَ في الطرفين، يجب عليه أن يتحرَّى الصوابَ، ويتتبّع التوجيهاتِ، فتلك تكون مِن جهته، ولذا تراها ربما تختلف على الألفاظ، ولا تأتي عليها، وهذا النحو ليس إلاَّ لعدم مراعاتِهم إياها، فمن زَعَم يؤوِّل قولَهم بما يُشْعر أنهم عَلِموا حال الألفاظ جُمْلةً، فقد بَعُد عن الصواب؛ فليس عند جابر إلاَّ أنَّ المُدّثر أول نزولاً، وذلك هو المحقَّق عنده، ولا نبحث عن وُجوهه وأسبابه، فلتكن ما كانت‏.‏ وإذن فالتطبيق بين قوله، وبين مَنْ روى أَوّلية سورة اقرأ حَمْلٌ عليه ما لا يتحمّله هو، فَمَن أراد من الشارحين أن يوجِد التطبيقَ من قِبل جابر فقد أبعد، نعم إنْ أراده لنفسه ومن قِبَله، فهذا أَمْرٌ لا حَجْر فيه ولا ضيق‏.‏

4925- قوله‏:‏ ‏(‏قَبْل أن تُفْترض‏)‏ أي قبل أن تفترض الخَمْس، وإلاَّ فالصلاتانِ عندي كانتا فَرِيضَتَين منذ بدء الإِسلام، كما حَرّرنا من قبل، وقد تكلَّمنا على ألفاظ هذه السور في أول الكتاب‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏‏{‏لاَ تُحَرّكْ بِهِ لِسَانَكَ‏}‏‏)‏‏.‏‏.‏‏.‏ إلخ‏.‏ قد عَلِمت أنه لا ارتباط له بما قبله، لأن باقي السياق في المَحْشر‏.‏ والأَوْلى في مِثله عندي أن يوفر حَظُّ القرآن أَوّلاً، ثُم ينظر إلى الحديثِ فإِن أتى عليه فذاك، وإلاّ فلا يُقْصر عليه، وقد مَرّ الكلام مبسوطاً مِن قَبْل‏.‏

سُورَةُ ‏{‏هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَنِ‏}‏

يُقَالُ مَعْنَاهُ‏:‏ أَتَى عَلَى الإِنْسَانِ، وَهَل‏:‏ تَكُونُ جَحْداً، وَتَكُونُ خَبَراً، وَهذا مِنَ الخَبَرِ، يَقُولُ‏:‏ كانَ شَيئاً، فَلَمْ يَكُنْ مَذْكُوراً، وَذلِكَ مِنْ حِينِ خَلَقَهُ مِنْ طِينٍ إِلَى أَنْ يُنْفَخَ فِيهِ الرُّوحُ‏.‏ ‏{‏أَمْشَاجٍ‏}‏ ‏(‏2‏)‏ الأَخْلاَطُ، ماءُ المَرْأَةِ وَماءُ الرَّجُلِ، الدَّمُ وَالعَلَقَةُ، وَيُقَالُ إِذَا خُلِطَ‏:‏ مَشِيجٌ، كَقَوْلِكَ لَهُ‏:‏ خَلِيطٌ، وَمَمْشُوجٌ مِثْلُ‏:‏ مَخْلُوطٍ‏.‏ وَيُقَالُ‏:‏ ‏{‏سَلَسِلَ وَأَغْلَلاً‏}‏ ‏(‏4‏)‏ وَلَمْ يُجْرِهِ بَعْضُهُمْ‏.‏ ‏{‏مُسْتَطِيراً‏}‏ ‏(‏7‏)‏ مُمْتَدَّاً البَلاَءُ‏.‏

وَالقَمْطَرِيرُ‏:‏ الشَّدِيدُ، يُقَالُ‏:‏ يَوْمٌ قَمْطَرِيرٌ وَيَوْمٌ قُمَاطِرٌ، وَالعَبُوسُ وَالقَمْطَرِيرُ وَالقُمَاطِرُ، وَالعَصِيبُ‏:‏ أَشَدُّ ما يَكُونُ مِنَ الأَيَّامِ في البَلاَءِ‏.‏ وَقالَ مَعْمَرٌ‏:‏ ‏{‏أَسْرَهُمْ‏}‏ ‏(‏28‏)‏ شِدَّةُ الخَلقِ، وَكُلُّ شَيءٍ شَدَدْتَهُ مِنْ قَتَبٍ فَهُوَ مَأْسُورٌ‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏‏{‏لَمْ يَكُن شَيْئاً مَّذْكُوراً‏}‏‏)‏ قلتُ‏:‏ وأَصْل التراع بين المعتزلة والمتكلمين‏:‏ أنَّ الشيء يطلق عند المعتزلة في حال عَدَمِه أيضاً، وعند المتكلِّمين باعتبارِ الوجود فقط، فلا يكون المعدومُ عندهم شيئاً‏.‏

سُورَةُ وَالمُرْسَلاَتِ

وَقالَ مُجَاهِدٌ‏:‏ ‏{‏جِمَالاَتٌ‏}‏ ‏(‏33‏)‏ حِبَالٌ‏.‏ ‏{‏ارْكَعُواْ‏}‏ ‏(‏48‏)‏ صَلُّوا، لا يَرْكَعُونَ‏:‏ لاَ يُصَلُّونَ‏.‏

وَسُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ‏:‏ ‏{‏لاَ يَنطِقُونَ‏}‏ ‏(‏35‏)‏‏.‏ ‏{‏وَاللَّهِ رَبّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ‏}‏ ‏(‏الأنعام‏:‏ 23‏)‏، ‏{‏الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوهِهِمْ‏}‏ ‏(‏يس‏:‏ 65‏)‏، فَقَالَ‏:‏ إِنَّهُ ذُو أَلوَانٍ، مَرَّةً يَنْطِقُونَ، وَمَرَّةً يُخْتَمُ عَلَيهِمْ‏.‏

وَتَابَعَهُ أَسْوَدُ بْنُ عامِرٍ، عَنْ إِسْرَائِيلَ‏.‏ وَقالَ حَفصٌ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ وَسُلَيمانُ بْنُ قَرْمٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَن الأَسْوَدِ‏.‏ قال يَحْيَىبْنُ حَمَّادٍ‏:‏ أَخْبَرَنا أَبُو عَوَانَةَ، عن مُغِيرَةَ عَنْ إِبْرَاهِيم، عَنْ عَلقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ‏.‏

وَقالَ ابْنُ إِسْحاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ الأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ‏.‏

باب‏:‏ قَوْلُهُ‏:‏ ‏{‏إِنَّهَا تَرْمِى بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ‏}‏ ‏(‏32‏)‏

باب‏:‏ قَوْلُهُ‏:‏ ‏{‏كَأَنَّهُ جِمَالاَتٌ صُفرٌ‏}‏ ‏(‏33‏)‏

باب‏:‏ ‏:‏ ‏{‏هَذَا يَوْمُ لاَ يَنطِقُونَ‏}‏ ‏(‏35‏)‏

سُورَةُ ‏{‏عَمَّ يَتَسَآءلُونَ‏}‏

قالَ مُجَاهِدٌ‏:‏ ‏{‏لاَ يَرْجُونَ حِسَاباً‏}‏ ‏(‏27‏)‏ لاَ يَخَافُونَهُ‏.‏ ‏{‏لاَ يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَاباً‏}‏ ‏(‏37‏)‏ لاَ يُكَلِّمُونَهُ إِلاَّ أَنْ يَأْذَنَ لَهُمْ‏.‏ صَوَاباً‏:‏ حَقًّا في الدُّنْيَا وعَمِلَ بِهِ‏.‏ وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ‏:‏ ‏{‏وَهَّاجاً‏}‏ ‏(‏13‏)‏ مُضِيئاً‏.‏ وقَالَ غَيْرُهُ‏:‏ ‏{‏وَغَسَّاقاً‏}‏ غَسَقَتْ عَيْنُهُ ويَغْسِقُ الجُرْحُ‏:‏ يَسِيلُ كأنّهُ الغَسَاق والغَسِق وَاحِدٌ‏.‏ ‏{‏عَطَآء حِسَاباً‏}‏ ‏(‏36‏)‏، جَزَاءً كافِياً، أَعْطَانِي ما أَحْسَبَنِي، أَي كَفَانِي‏.‏

باب‏:‏ ‏{‏يَوْمَ يُنفَخُ فِى الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجاً‏}‏ ‏(‏18‏)‏ زُمَرا

قوله‏:‏ ‏(‏‏{‏بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ‏}‏‏)‏ كسى تى كهاوه جهونبرا جسكى جهت كوهاتهه لك جاوى- اوكسى تى كهابرى برى محل‏.‏

4933- قوله‏:‏ ‏(‏‏{‏كأنّه جِمالاتٌ صُفْرٌ‏}‏ حِبال السُّفن‏)‏ أي هي حِبال السُّفن‏.‏

4933- قوله‏:‏ ‏(‏تُجْمَع حتى تكونَ كأَوْساط الرِّجال‏)‏ يعني جيسى آدميو نكى كمر‏.‏

سُورَةُ ‏{‏وَالنَّزِعَتِ‏}‏

وَقالَ مُجَاهِدٌ‏:‏ ‏{‏الآيَةَ الكُبْرَى‏}‏ ‏(‏20‏)‏ عَصَاهُ وَيَدُهُ‏.‏

يُقَالُ النَّاخِرَةُ وَالنَّخِرَةُ سَوَاءٌ، مِثْلُ الطَّامِعِ وَالطَّمِعِ، وَالبَاخِلِ وَالبَخِيلِ‏.‏ وَقالَ بَعْضُهُمُ‏:‏ النَّخِرَةُ البَالِيَةُ، وَالنَّاخِرَةُ‏:‏ العَظْمُ المُجَوَّفُ الَّذِي تَمُرُّ فِيهِ الرِّيحُ فَيَنْخَرُ‏.‏ وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ‏:‏ ‏{‏الْحَفِرَةِ‏}‏ ‏(‏10‏)‏ الَّتِي أَمْرُنَا الأَوَّلُ، إِلَى الحَيَاةِ‏.‏

وَقالَ غَيرُهُ‏:‏ ‏{‏أَيَّانَ مُرْسَهَا‏}‏ ‏(‏42‏)‏ مَتَى مُنْتَهَاهَا، وَمُرَسى السَّفِينَةِ حَيثُ تَنْتَهِي‏.‏

باب‏:‏ سُورَةُ ‏{‏وَالنَّزِعَتِ‏}‏

وَقالَ مُجَاهِدٌ‏:‏ ‏{‏الآيَةَ الكُبْرَى‏}‏ ‏(‏20‏)‏ عَصَاهُ وَيَدُهُ‏.‏

يُقَالُ النَّاخِرَةُ وَالنَّخِرَةُ سَوَاءٌ، مِثْلُ الطَّامِعِ وَالطَّمِعِ، وَالبَاخِلِ وَالبَخِيلِ‏.‏ وَقالَ بَعْضُهُمُ‏:‏ النَّخِرَةُ البَالِيَةُ، وَالنَّاخِرَةُ‏:‏ العَظْمُ المُجَوَّفُ الَّذِي تَمُرُّ فِيهِ الرِّيحُ فَيَنْخَرُ‏.‏ وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ‏:‏ ‏{‏الْحَفِرَةِ‏}‏ ‏(‏10‏)‏ الَّتِي أَمْرُنَا الأَوَّلُ، إِلَى الحَيَاةِ‏.‏

وَقالَ غَيرُهُ‏:‏ ‏{‏أَيَّانَ مُرْسَهَا‏}‏ ‏(‏42‏)‏ مَتَى مُنْتَهَاهَا، وَمُرَسى السَّفِينَةِ حَيثُ تَنْتَهِي‏.‏

باب

قوله‏:‏ ‏(‏وقال ابنُ عَبّاس‏:‏ ‏{‏الْحَفِرَةِ‏}‏‏)‏ جووا صلى الله عليه وسلّم كردى اوّل أمر كيطرف‏.‏

4936- قوله‏:‏ ‏(‏بعثتُ أنا، والساعة كهاتَين‏)‏ واعلم أنه رُوي عن ابن عباس أن عُمُرَ الدنيا سبعة آلاف سَنة، وهو موقوفٌ، والمرفوعُ عنه معلولٌ، وقد مضت منها ستةُ آلاف مِن زمن آدمَ عليه الصلاة والسلام إلى زَمَن نَبِيِّنا صلى الله عليه وسلّم ثُم قد مضت ألفُ سنةٍ وشيءٌ بعده صلى الله عليه وسلّم فينبغي أن تقوم القيامةُ بهذا الحساب، لأنه لا يبقى من عُمُرها إلاَّ ألف‏.‏

قلتُ‏:‏ إنَّ الأَلْف الذي هو مُدَّتنا من ذلك الحساب‏:‏ هو ما يبقى فيه الإِسلامُ عزيزاً، ويعيش فيه أهلُه رغيداً، لا أنه ليس لنا إلاَّ ذلك‏.‏ وثبت من التاريخ أنه لم يزل أَمْرُ أهل الإِسلام بعد الألف إلا في ذُلّ وتشتت‏.‏ ويؤيدُه ما عند أبي داود‏:‏ أن أمته صلى الله عليه وسلّم لا تعجز عن نصف يوم‏.‏‏.‏‏.‏ إلخ‏.‏ وفيه زيادة‏:‏ فإِن قام لهم أَمْرُهم بعده يَتِم يوماً، إلا أنَّ الحافظ حَكَم عليه بالوَضْع، ورأيت في «جامع الثَّوري»، أو «ابن عيينة» أنَّ المشهور في السَّلف مجموع عُمر الدنيا كان خمسين ألفَ سنةٍ، وإليهِ «يومىءُ القرآنُ في قوله‏:‏ ‏{‏فِى يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ‏}‏ ‏(‏المعارج‏:‏ 4‏)‏، وذلك لأنَّ الدنيا تُعاد في المَحْشر عندي من أَوّلها إلى آخِرها، وهذا عندي مجموع عُمرها، مع ما مر منه قبل آدم عليه الصلاة والسلام أيضاً‏.‏ والذي في أَثر ابنِ عباس هو لِما بعد آدمَ عليه الصلاة والسلام فقط، وقد ذكر ابنُ جرير لذلك حِساباً، وثبت اليوم أنه خطأٌ كلُّه‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏والصُّحُفَ مُطَهَّرَةً‏)‏ يعني أن النعتَ فيه بحال متعلقةٍ، لأنَّ الصحف مطهرة بنفسها، فلا معنى لوقوع التطهيرِ عليها، وإنما هو باعتبارِ متعلّق الصّحف، أي الملائكة‏.‏

سُورَةُ ‏{‏إِذَا الشَّمْسُ كُوّرَتْ‏}‏

‏{‏انكَدَرَتْ‏}‏ ‏(‏2‏)‏ انْتَثَرَتْ‏.‏ وَقالَ الحَسَنُ‏:‏ ‏{‏سُجّرَتْ‏}‏ ‏(‏6‏)‏ ذَهَبَ ماؤُهَا فَلاَ يَبْقى قَطْرَةٌ، وَقالَ مُجَاهِدٌ‏:‏ ‏{‏الْمَسْجُورِ‏}‏ ‏(‏الطور‏:‏ 6‏)‏ المَمْلُوءُ، وَقالَ غَيرُهُ‏:‏ ‏{‏سُجّرَتْ‏}‏ أَفضى بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ، فَصَارَتْ بَحْراً وَاحِداً‏.‏

وَالخُنَّسُ‏:‏ تَخْنِسُ في مُجْرَاهَا‏:‏ تَرْجِعُ، وَتَكْنِسُ‏:‏ تَسْتَتِرُ كما تَكْنِسُ الظِّبَاءُ‏.‏ ‏{‏تَنَفَّسَ‏}‏ ‏(‏18‏)‏ ارْتَفَعَ النَّهَارُ‏.‏ وَالظَّنِينُ‏:‏ المُتَّهَمُ، وَالضَّنِينُ يَضَنُّ بِهِ‏.‏

وَقالَ عُمَرُ‏:‏ ‏{‏النُّفُوسُ زُوّجَتْ‏}‏ ‏(‏7‏)‏ يُزَوَّجُ نَظِيرَهُ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ وَالنَّارِ، ثُمَّ قَرَأَ‏:‏ ‏{‏احْشُرُواْ الَّذِينَ ظَلَمُواْ وَأَزْوجَهُمْ‏}‏ ‏(‏الصافات‏:‏ 22‏)‏، ‏{‏عَسْعَسَ‏}‏ ‏(‏17‏)‏ أَدْبَرَ‏.‏

سُورَةُ ‏{‏إِذَا السَّمَآء انفَطَرَتْ‏}‏

وَقالَ الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيمٍ ‏{‏فُجّرَتْ‏}‏ ‏(‏3‏)‏ فاضَتْ‏.‏ وَقَرَأَ الأَعْمَشُ وَعاصِمٌ‏:‏ ‏{‏فَعَدَلَكَ‏}‏ ‏(‏7‏)‏ بِالتَّخْفِيفِ، وَقَرَأَهُ أَهْلُ الحِجَازِ بِالتَّشْدِيدِ، وَأَرَادَ‏:‏ مُعْتَدِلَ الخَلقِ، وَمَنْ خَفَّفَ يَعْنِي‏:‏ ‏{‏فِى أَىّ صُورَةٍ‏}‏ ‏(‏8‏)‏ شَاءَ‏:‏ إِمَّا حَسَنٌ، وَإِمَّا قَبِيحٌ، وَطَوِيلٌ وَقَصِيرٌ‏.‏

سُورَةُ ‏{‏وَيْلٌ لّلْمُطَفّفِينَ‏}‏

وَقالَ مُجَاهِدٌ‏:‏ ‏{‏بَلْ رَانَ‏}‏ ‏(‏14‏)‏ ثَبْتُ الخَطَايَا‏.‏ ‏{‏ثُوّبَ‏}‏ ‏(‏36‏)‏ جُوزِيَ‏.‏ الرَّحِيقُ‏:‏ الخَمْرُ‏.‏ ‏{‏خِتَمُهُ مِسْكٌ‏}‏‏:‏ طِينُهُ‏.‏ التَّسْنِيمُ‏:‏ يَعْلُو شَرَابَ أَهْلِ الجَنةِ‏.‏ وَقالَ غَيرُهُ‏:‏ المُطَفِّفُ لاَ يُوَفِّي غَيرَهُ‏.‏

باب‏:‏ ‏{‏يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبّ الْعَلَمِينَ‏}‏ ‏(‏6‏)‏

قوله‏:‏ ‏(‏والظَّنِين‏:‏ المُتَّهم، والضَّنِين يضَنُّ به‏)‏ أي ما يكون أحرى أن يضن به، وفيه دليل على أن الضاد والظاء مخرجهما قريب، ولذا ثبتت القراءتان بالضاد، والظاء‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏‏{‏زُوّجَتْ‏}‏‏)‏ المرادُ منه ضَمُّ النظير إلى نظيرِه، وإلاَّ فأين النِّكاح في المَحْشر‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏‏{‏لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَن طَبقٍ‏}‏‏)‏‏.‏‏.‏‏.‏ إلخ‏.‏ وهذا كما قيل‏:‏ لم يَزَل النُّورُ المحمَّديُّ، ينتقل من صُلْب أب إلى أب، حتى ظهر من آمِنة‏.‏

سُورَةُ ‏{‏إِذَا السَّمَآء انشَقَّتْ‏}‏

قالَ مُجَاهِدٌ‏:‏ ‏{‏كِتَبَهُ بِشِمَالِهِ‏}‏ ‏(‏الحاقة‏:‏ 25‏)‏ يَأْخُذُ كِتَابَهُ مَنْ وَرَاءِ ظَهْرِهِ‏.‏ ‏{‏وَسَقَ‏}‏ ‏(‏17‏)‏ جَمَعَ مِنْ دَابَّةٍ‏.‏ ‏{‏ظَنَّ أَن لَّن يَحُورَ‏}‏ ‏(‏14‏)‏ لاَ يَرْجِع إِلَينَا‏.‏

باب‏:‏ ‏{‏فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً‏}‏ ‏(‏8‏)‏

باب‏:‏ ‏{‏لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَن طَبقٍ‏}‏ ‏(‏19‏)‏

سُورَةُ البُرُوجِ

قالَ مُجَاهِدٌ‏:‏ ‏{‏الاْخْدُودِ‏}‏ ‏(‏4‏)‏ شَقٌّ في الأَرْضِ‏.‏ ‏{‏فُتِنُواْ‏}‏ ‏(‏10‏)‏ عَذَّبُوا‏.‏ وقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ‏:‏ الوَدُودُ‏:‏ الحَبِيبُ، المَجِيدُ‏:‏ الكَرِيمُ‏.‏

إعلم أنه ليست في القرآن آيةٌ تدلُّ على حركة السموات، بقي قَوْلُه‏:‏ ‏{‏وَالسَّمَآء ذَاتِ الرَّجْعِ وَالاَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ‏}‏ فمعناه أنَّ السماء ينزل منه المطرُ، والأرض يَنْبت منها النباتُ، هكذا فَسّره الزمخشري، نعم فيها حركةُ النُّجوم، كما في قوله‏:‏ ‏{‏وَالشَّمْسُ تَجْرِى لِمُسْتَقَرّ لَّهَا‏}‏ ‏(‏يس‏:‏ 38‏)‏ فنسب الجريانَ إلى الشَّمس، ثُم هي بحسب الحِسّ أو بحسب الواقع في الخارج، فذلك بَحْثٌ آخر، وقد فَرَغنا منه في موضعه، فراجعه في «سورة يس»، وقد ذكرنا قبله أيضاً‏.‏

سُورَةُ الطَّارِقِ

هُوَ النَّجْمُ، وَما أَتاكَ لَيْلاً فَهُوَ طَارِقٌ‏.‏ النَّجْمُ الثَّاقِبُ‏:‏ الْمُضِيءُ‏.‏ وَقالَ مُجَاهِدٌ‏:‏ ‏{‏ذَاتِ الرَّجْعِ‏}‏ ‏(‏11‏)‏ سَحَابٌ يَرْجِعُ بِالمَطَرِ‏.‏ ‏{‏ذَاتِ الصَّدْعِ‏}‏ ‏(‏12‏)‏ الأَرْضُ تَنْصَدِعُ بِالنَّبَاتِ‏.‏ وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ‏:‏ ‏{‏لَقَوْلٌ فَصْلٌ‏}‏ لَحَقٌّ ‏{‏لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ‏}‏ إِلاَّ عَليها حافِظٌ‏.‏

سُورَةُ ‏{‏سَبِّحِ اسْمَ رَبّكَ الاَعْلَى‏}‏

وَقَالَ مُجَاهِدٌ‏:‏ ‏{‏قَدَّرَ فَهَدَى‏}‏ ‏(‏3‏)‏‏:‏ قَدَّرَ لِلإِنْسَانِ الشَّقَاءَ والسَّعَادَةَ، وَهَدَى الأَنْعَامَ لِمَرَاتِعِهَا‏.‏

سُورَةُ ‏{‏هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَشِيَةِ‏}‏

وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ‏:‏ ‏{‏عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ‏}‏ ‏(‏3‏)‏ النَّصَارَى‏.‏ وَقالَ مُجَاهِدٌ‏:‏ ‏{‏عَيْنٍ ءانِيَةٍ‏}‏ ‏(‏5‏)‏ بَلَغَ إِنَاهَا وَحانَ شُرْبُهَا‏.‏ ‏{‏حَمِيمٍ ءانٍ‏}‏ ‏(‏الرحمن‏:‏ 44‏)‏ بَلَغَ إِنَاهُ‏.‏ ‏{‏لاَ يُسْمَعُ فِيهَا لاَغِيَةٌ‏}‏ ‏(‏11‏)‏ شتْماً‏.‏

الضَّرِيعُ‏:‏ نَبْتٌ يُقَالُ لَهُ الشِّبْرِقُ، يُسَمِّيهِ أَهْلُ الحِجَازِ الضَّرِيعَ إِذَا يَبِسَ، وَهُوَ سَمٌّ‏.‏ ‏{‏بِمُسَيطِرٍ‏}‏ ‏(‏22‏)‏ بِمُسَلَّطٍ، وَيُقْرَأُ بِالصَّادِ وَالسِّينِ‏.‏ وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ‏:‏ ‏{‏إِيَابَهُمْ‏}‏ ‏(‏25‏)‏ مَرْجِعَهُمْ‏.‏

سُورَةُ ‏{‏وَالْفَجْرِ‏}‏

وَقالَ مُجَاهِدٌ‏:‏ ‏{‏وَالْوَتْرِ‏}‏ ‏(‏3‏)‏ اللَّهُ‏.‏ ‏{‏إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ‏}‏ ‏(‏7‏)‏ القَدِيمَةِ، وَالعِمَادُ أَهْلُ عَمُودٍ لاَ يُقِيمُونَ‏.‏ ‏{‏سَوْطَ عَذَابٍ‏}‏ ‏(‏13‏)‏ الَّذِي عُذِّبُوا بِهِ‏.‏ ‏{‏أَكْلاً لَّمّاً‏}‏ ‏(‏19‏)‏ السَّفُّ‏.‏ وَ‏{‏جَمّاً‏}‏ ‏(‏20‏)‏ الكَثِيرُ‏.‏

وَقالَ مُجَاهِدٌ‏:‏ كُلُّ شَيءٍ خَلَقَهُ فَهُوَ شَفعٌ، السَّمَاءُ شَفعٌ، وَالوتْرُ‏:‏ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى‏.‏

وَقالَ غَيرُهُ‏:‏ ‏{‏سَوْطَ عَذَابٍ‏}‏ ‏(‏13‏)‏ كَلِمَةٌ تَقُولُهَا العَرَبُ لِكُلِّ نَوْعٍ مِنَ العَذَابِ يَدْخُلُ فِيهِ السَّوْطُ‏.‏ ‏{‏لَبِالْمِرْصَادِ‏}‏ ‏(‏14‏)‏ إِلَيهِ المَصِيرُ‏.‏ ‏{‏تَحَاضُّونَ‏}‏ ‏(‏18‏)‏ تُحَافِظُونَ، و‏{‏تَحُضُّونَ‏}‏ تَأْمُرُونَ بِإِطْعَامِهِ‏.‏ ‏{‏الْمُطْمَئِنَّةُ‏}‏ ‏(‏27‏)‏ المُصَدِّقَةُ بِالثَّوَابِ‏.‏

وَقالَ الحَسَنُ‏:‏ ‏{‏يأَيَّتُهَا النَّفْسُ‏}‏ ‏(‏27‏)‏‏:‏ إِذَا أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ قَبْضَهَا اطْمَأَنَّتْ إِلَى اللَّهِ وَاطْمَأَنَّ اللَّهُ إِلَيهَا، وَرَضِيَتْ عَنِ اللَّهِ وَرَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، فَأَمَرَ بِقَبْضِ رُوحِهَا، وَأَدْخَلَهَا اللَّهُ الجَنَّةَ، وَجَعَلَهُ مِنْ عِبَادِهِ الصَّالِحِينَ‏.‏ وَقالَ غَيرُهُ‏:‏ ‏{‏جَابُواْ‏}‏ ‏(‏9‏)‏ نَقَبُوا، مِنْ جَيبِ القَمِيصِ‏:‏ قُطِعَ لَهُ جَيبٌ، يَجُوبُ الفَلاَةَ يَقْطَعُهَا‏.‏ ‏{‏لّمَا‏}‏ ‏(‏19‏)‏ لَمَمْتُهُ أَجْمَعَ‏:‏ أَتَيتُ عَلَى آخِرِهِ‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏‏{‏إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ‏}‏ القَدِيمة‏)‏ برانى بستيون والى‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏السَّفُّ‏)‏ بها نكنا‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏السَّماءُ شَفْعٌ‏)‏ أي إنَّ له نظيراً، وإلاَّ فالسموات سَبْعُ فكيف تكون شَفْعاً‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏لممتُهُ أَجْمَعَ‏:‏ أَتَيْتُ على آخِرِه‏)‏ اوسكوسارامين نى لى هى ليا‏.‏

سُورَةُ ‏{‏لاَ أُقْسِمُ‏}‏

وَقالَ مُجَاهِدٌ‏:‏ ‏{‏بِهَذَا الْبَلَدِ‏}‏ ‏(‏2‏)‏ مَكَّةَ، لَيسَ عَلَيكَ ما عَلَى النَّاسِ فِيهِ مِنَ الإِثْمِ‏.‏ ‏{‏وَوَالِدٍ‏}‏ ‏(‏3‏)‏ آدَمَ، ‏{‏وَمَا وَلَدَ‏}‏ ‏(‏3‏)‏، ‏{‏لِبَداً‏}‏ ‏(‏6‏)‏ كَثِيراً‏.‏ وَ‏{‏النَّجْدَينِ‏}‏ ‏(‏10‏)‏ الخَيرُ وَالشَّرُّ، ‏{‏مَسْغَبَةٍ‏}‏ ‏(‏14‏)‏ مَجَاعَةٍ‏.‏ ‏{‏مَتْرَبَةٍ‏}‏ ‏(‏16‏)‏ السَّاقِطُ في التُّرَابِ، يُقَالُ‏:‏ ‏{‏فَلاَ اقتَحَمَ الْعَقَبَةَ‏}‏ ‏(‏11‏)‏، فَلَمْ يَقْتَحِمِ العَقَبَةَ في الدُّنْيَا، ثُمَّ فَسَّرَ العَقَبَةَ فَقَالَ‏:‏ ‏{‏وَمَآ أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ فَكُّ رَقَبَةٍ أَوْ إِطْعَامٌ فِى يَوْمٍ ذِى مَسْغَبَةٍ‏}‏ ‏(‏12- 14‏)‏‏.‏ ‏{‏فِى كَبَدٍ‏}‏‏:‏ شِدَّةٍ‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏فلم يَقْتَحِم العَقَبةَ في الدُّنيا‏)‏ نهين جرها مصائب صلى الله عليه وسلّم دنيامين‏.‏

سُورَةُ ‏{‏وَالشَّمْسِ وَضُحَهَا‏}‏

وَقالَ مُجاهِدٌ‏:‏ ‏{‏ضُحَهَا‏}‏ ضَوْؤُها‏.‏ ‏{‏إِذَا تَلهَا‏}‏ تَبِعَها‏.‏ و‏{‏طَحَهَا‏}‏ دَحاها‏.‏ ‏{‏دَسَّهَا‏}‏ أَغْواها‏.‏ ‏{‏فَأَلْهَمَهَا‏}‏ عَرَّفَها الشَّقاءَ وَالسَّعادَةَ‏.‏ وَقالَ مُجَاهِدٌ‏:‏ ‏{‏بِطَغْوَاهَآ‏}‏ ‏(‏11‏)‏ بِمَعَاصِيهَا‏.‏ ‏{‏وَلاَ يَخَافُ عُقْبَهَا‏}‏ ‏(‏15‏)‏ عُقْبَى أَحَدٍ‏.‏

وَقالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ‏:‏ حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَمْعَةَ‏:‏ قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلّم «مِثْلُ أَبِي زَمْعَةَ عَمِّ الزُّبَيرِ بْنِ العَوَّامِ»‏.‏

4942- قوله‏:‏ ‏(‏عارِمٌ‏)‏ شرير‏.‏

4942- قوله‏:‏ ‏(‏ثم يُضَاجِعُها‏)‏ و«ثُم» ههنا لبيان عاقبةِ الحال، كما مَرّ في قوله صلى الله عليه وسلّم «لا يبولن أَحَدُكم في الماء الذي لا يجري، ثم يغتسل منه»‏.‏ وقد قَرَّرناه مِن قبل، وقد فَهِمه الطِّيبي‏.‏

سُورَةُ ‏{‏وَالَّيْلِ إِذَا يَغْشَى‏}‏

وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ‏:‏ ‏{‏بِالحُسْنَى‏}‏ ‏(‏9‏)‏ بِالخَلَفِ‏.‏ وَقالَ مُجَاهِدٌ‏:‏ ‏{‏ترَدَّى‏}‏ ‏(‏11‏)‏ ماتَ‏.‏ وَ‏{‏تَلظَّى‏}‏ ‏(‏14‏)‏ تَوَهَّجُ، وَقَرَأَ عُبَيدُ بْنُ عُمَيرٍ‏:‏ تَتَلَظَّى‏.‏

باب‏:‏ ‏{‏وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى‏}‏ ‏(‏2‏)‏

باب‏:‏ ‏{‏وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالاْنثَى‏}‏ ‏(‏3‏)‏

باب‏:‏ قَوْلُهُ‏:‏ ‏{‏فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى‏}‏ ‏(‏5‏)‏

باب‏:‏ قَوْلِهِ‏:‏ ‏{‏وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى‏}‏ ‏(‏6‏)‏

باب‏:‏ ‏{‏فَسَنُيَسّرُهُ لِلْيُسْرَى‏}‏ ‏(‏7‏)‏

باب‏:‏ قَوْلِهِ‏:‏ ‏{‏وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى‏}‏ ‏(‏8‏)‏

باب‏:‏ قَوْلُهُ‏:‏ ‏{‏وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى‏}‏ ‏(‏9‏)‏

باب‏:‏ ‏{‏فَسَنُيَسّرُهُ لِلْعُسْرَى‏}‏ ‏(‏10‏)‏

4947- قوله‏:‏ ‏(‏وما مِنْكم من أَحَدٍ إلاّ وقد كُتِبَ مَقْعَدُهُ مِن الجَنّة، ومَقْعَدُهُ من النَّار‏)‏ وفي حديث صحيح‏:‏ «أنَّ لكل رجلٍ مقعدينِ، مقعد من الجنة، ومقعد من النار»؛ قلتُ‏:‏ وعندي أن هذين متقابِلان، فمقعده من الجنَّةِ فوق السموات، ومقعده من جهنم تحتها، حِذاءَ مقعده من الجنة‏.‏ فهذان على نقطتين متقابلتين، لو وصل بينهما خَطٌّ لاتَّصل‏.‏ أما كون إحداهما فوق السموات، والأُخرى تحتها، فعلى ما مرّ مِن أنَّ الجنةَ فوقَ السموات، وأنَّ جهنَّم تحتها، فمن أَعْطَى وصدَّق بالحُسْنى، يرتقي إلى منزلة مِن الجنّة، ومَنْ بخل واستغنى وكذّب بالحُسْنى، يسقط في جهنَّم، بخطٍ يحاذي منزلته تلك، والعياذ بالله‏.‏

4948- قوله‏:‏ ‏(‏ومعه مِخْصَرَةٌ‏)‏ هي عصًى تبلغ الخاصِرةَ‏.‏

سُورَةُ ‏{‏وَالضُّحَى‏}‏

وَقَالَ مُجَاهِدٌ‏:‏ ‏{‏إِذَا سَجى‏}‏ اسْتَوَى‏.‏ وَقالَ غَيرُهُ‏:‏ أَظْلَمَ وَسَكَنَ‏.‏ ‏{‏عائِلاً‏}‏ ذُو عِيَالٍ‏.‏

باب‏:‏ ‏{‏مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى‏}‏ ‏(‏3‏)‏

باب‏:‏ قَوْلُهُ‏:‏ ‏{‏مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى‏}‏

تُقْرَأُ بِالتَّشْدِيدِ وَالتَّخْفِيفِ، بِمَعْنًى وَاحِدٍ‏:‏ ما تَرَكَكَ رَبُّكَ، وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ‏:‏ ما تَرَكَكَ وَما أَبْغَضَكَ‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏‏{‏وَالَّيْلِ إِذَا سَجَى‏}‏ استَوى‏)‏ وراجع البحث في متعلّق «إذا» في «شرح الكافية» للرَّضِي‏.‏ ثُم لا أدري مِن أين فَسَّر المصنَّف قوله‏:‏ ‏{‏سَجى‏}‏ بقوله‏:‏ «استوى»، فإِنَّ معناه أَظْلم‏.‏

4950- قوله‏:‏ ‏(‏إني لأَرجو أن يكون شيطانُك قد تَرَكَكَ‏)‏ وفي رواية بعدها‏:‏ «ما أَرَى صاحِبَك إلاَّ أبطأَك»‏.‏ وقد مر معنا أنهما امرأتانِ‏:‏ الأولى كافرةٌ، وهي امرأةُ أبي لهب، كما يدلُّ عليه تعبيرُها السُّوء‏:‏ والثانية‏:‏ أمّ المؤمنين، كما يدلّ عليه تصديرُها بقولها‏:‏ «يا رسولَ الله»، فهذا الخطابُ يليقُ بشأنها، فتنبه، فإِنَّ سياقَها عند البخاري من قيام الليل مُوهم بخلاف المراد، وقد نَبَّهناك ههنا أيضاً‏.‏

سُورَةُ ‏{‏أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ‏}‏

وَقالَ مُجَاهِدٌ‏:‏ ‏{‏وِزْرَكَ‏}‏ ‏(‏2‏)‏ في الجَاهِلِيَّةِ‏.‏ ‏{‏أَنْقَضَ‏}‏ ‏(‏3‏)‏ أَثْقَلَ‏.‏ ‏{‏مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً‏}‏ ‏(‏5- 6‏)‏‏:‏ قالَ ابْنُ عُيَينَةَ‏:‏ أي مَعَ ذلِكَ العُسْرِ يُسْراً آخَرَ، كَقَوْلِهِ‏:‏ ‏{‏هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَآ إِلا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ‏}‏ ‏(‏التوبة‏:‏ 52‏)‏، وَلَنْ يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَينِ‏.‏

وَقالَ مُجَاهِدٌ‏:‏ ‏{‏فَانصَبْ‏}‏ ‏(‏7‏)‏ في حاجَتِكَ إِلَى رَبِّكَ‏.‏ وَيُذْكَرُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ‏:‏ ‏{‏أَلَمْ نَشْرَحْ‏}‏ ‏(‏1‏)‏ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ للإِسْلاَمِ‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏لن يغلبَ عُسْرٌ يُسْرَيْن‏)‏ كنا نرى أنَّ الموعود يسران في الدنيا، فظهر من الحديث أنَّ المرادَ منه يُسْرٌ في الدنيا، ويُسْرٌ في الآخِرة‏.‏

سُورَةُ ‏{‏وَالتّينِ‏}‏

وَقالَ مُجَاهِدٌ‏:‏ هُوَ التِّينُ وَالزَّيتُونُ الَّذِي يَأْكُلُ النَّاسُ‏.‏ يُقَالُ‏:‏ ‏{‏فَمَا يُكَذّبُكَ‏}‏ ‏(‏7‏)‏ فَمَا الَّذِي يُكَذِّبُكَ بِأَنَّ النَّاسَ يُدَانُونَ بِأَعْمَالِهِمْ‏؟‏ كَأَنَّهُ قالَ‏:‏ وَمَنْ يَقْدِرُ عَلَى تَكْذِيبِكَ بِالثَّوَابِ وَالعِقَابِ‏؟‏‏.‏

باب‏:‏ قوله‏:‏ ‏(‏والتين والزيتون‏)‏

إشارةٌ إلى نبوةِ عيسى عليه السلام لكثرة هاتين الثَّمَرَتين في مَبْعَثِه‏.‏ وقد مرّ عليه الشاه عبد العزيز في «فتح العزيز»، ونقل روايةً عن صفيةَ‏:‏ أنها ذهبت إلى بيتِ المقدس بعد وفاةِ النبيِّ صلى الله عليه وسلّم فصعدت على جبل هناك، وقالت‏:‏ بُعِثَ عيسى عليه الصلاة والسلام من ههنا‏.‏

قلتُ‏:‏ وفيه دليلٌ على عظمةِ عِلْمها، ولعلها تَعلَّمته من النبيِّ صلى الله عليه وسلّم فإِن قلت‏:‏ إنَّها كانت من يهود، فلعلها تَعَلّمت ما تعلمت من تلقائهم‏.‏ قلتُ‏:‏ كيف وأن اليهود كانوا أعداءً لعيسى عليه الصلاة والسلام، فما كانوا ليفتشوا عن إخباره عليه الصلاة والسلام، ويحققوها من الناس، فالظاهر أَنَّها تعلّمت من جهة النبي صلى الله عليه وسلّم وفيه إشارةٌ إلى ثلاثِ نبوات‏.‏ أما نبوةُ عيسى عليه الصلاة والسلام فقد عَلِمتها، ونبوة موسى عليه الصلاة والسلام، فأشار إليه بقوله‏:‏ ‏{‏وَطُورِ سِينِينَ‏}‏؛ ونبوة خاتم الأنبياء عليهم السلام، فأشار إليها بالبلدِ الأمينِ، الذي هو مَكّة‏.‏

أما الجواب عن معنى القَسَم بهذه الأشياء، فقد مَرّ معنا غيرَ مَرّةٍ‏:‏ أنَّ النحاةَ لو لم يُسمّوا الواو في مثل هذه المواضع بواو القسم لاسترحنا عن هذه الإِشكالات، فإِنَّ الواو فيها ليست إلاَّ للاستشهاد، وإفادة التأكيد، والسرّ فيه أن الخلائِقَ لما كانت حقيرةً ذليلةً بين يَدَي رَبِّها، دلّ حَلِفهم باسمه المبارك على عظمته تعالى، بخلاف عَكْسه، فلا يدلُّ حَلِفه تعالى بشيء على عظمةِ ذلك الشيء، بل يكون للمعنى المفاد من الحَلِف، وهو التأكيد، وحينئذٍ لو ترجموه‏:‏ تين كى شهادت اورزيتون كى شهادت‏.‏‏.‏‏.‏ إلخ، ولم يترجموه بترجمة اليمين، لما ورد شيءٌ‏.‏ وكان الأَوْلى للنُّحاة أن يُسمُّوها بتسميةٍ أخرى، ولم يُسمّوها بواو القسم‏.‏

4952- قوله‏:‏ ‏(‏فقرأ في العشاءِ في إحْدَى الرَّكْعتين بالتِّين والزَّيْتُون‏)‏ أي قرأ «بالتين» في الركعة الأُولى‏.‏ و«بإِنا أنزلناه» في الثانية‏.‏

سُورَةُ ‏{‏اقْرَأْ بِاسْمِ رَبّكَ الَّذِى خَلَقَ‏}‏

وَقالَ قُتَيبَةُ‏:‏ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ يَحْيىبْنِ عَتِيقٍ، عَنِ الحَسَنِ قالَ‏:‏ اكْتُبْ في المُصْحَفِ في أَوَّلِ الإِمامِ‏:‏ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، وَاجْعَل بَينَ السُّورَتَينِ خَطّاً‏.‏ وَقالَ مُجَاهِدٌ‏:‏ ‏{‏نَادِيَهُ‏}‏ ‏(‏17‏)‏ عَشِيرَتَهُ‏.‏ وَ‏{‏الزَّبَانِيَةَ‏}‏ ‏(‏18‏)‏ المَلاَئِكَةَ، وَقالَ مَعْمَرٌ‏:‏ ‏{‏الرُّجْعى‏}‏ ‏(‏8‏)‏ المَرْجِعُ‏.‏ ‏{‏لَنَسْفَعاً‏}‏ ‏(‏15‏)‏ لَنَأْخُذَنْ، وَلَنَسْفَعَنْ بِالنُّونِ، وَهيَ الخَفِيفَةُ، سَفَعْتُ بِيَدِهِ‏:‏ أَخَذْتُ‏.‏

باب‏:‏ قَوْلُهُ‏:‏ ‏{‏خَلَقَ الإِنسَنَ مِنْ عَلَقٍ‏}‏ ‏(‏2‏)‏

باب‏:‏ قَوْلُهُ‏:‏ ‏{‏اقْرَأْ وَرَبُّكَ الاْكْرَمُ‏}‏ ‏(‏3‏)‏

باب‏:‏ ‏{‏الَّذِى عَلَّمَ بِالْقَلَمِ‏}‏ ‏(‏4‏)‏

باب‏:‏ قَوْلِهِ تعالى‏:‏ ‏{‏كَلاَّ لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعنْ بِالنَّاصِيَةِنَاصِيَةٍ كاذِبَةٍ خاطِئَةٍ‏}‏ ‏(‏15- 16‏)‏

قوله‏:‏ ‏(‏عَلَّمك ما لم تَكُن تَعْلَم‏)‏ والموصول ههنا للجنس، فإِنَّ النُّحاة قسموا الموصول إلى ما قسموا إليه اللام من الجنس، وغيره‏.‏ واعلم أنَّ حقيقةَ الغَيْب لا يعلَمُها إلاَّ الله سبحانه، أو مَنْ أراد أن يظهره عليه، فإذا كانت تلك الحقيقةُ بجنسها مختصةً بحضرته تعالى، فإِذن تَحَقُّقُ فَرْدٍ، منها في غيره تعالى لا يكون إلاَّ خَرْقاً للعادة، والكلام في مثله يجري على الإِبهام والإِجمال، وتفصيله‏:‏ أنَّ التعرّض إلى الكُلّ، أو البعض إنما يُناسِب في مَحلِّ يختلف فيه الحُكْم بين الكلّ والبعض، أما إذا لم يختلف الحكم بينهما، فالتعرّض إلى كلِّه أو بَعْضِه لَغْوٌ، بل ينبغي أن يَرِد فيه الحُكْم على نَفْس الجِنْس، كالغَيْب مَثَلاً، فإِنَّ بَعْضَه أيضاً خارِقٌ للعادة مِثْلُ كلّه، فالتعرض فيه إلى بيان بَعْضِه أو كُلِّه لَغْوٌ‏.‏

إذا علمت هذا، فاعلم أنَّ الله سبحانه منّ على نبيه صلى الله عليه وسلّم بأَلْف أَلْف غُيوب، لا يدري قَدْرَها إلاَّ هو، إلا أَنَّ بَعْضَه لما كان خَارِقاً نحو كلّه، لم يتعرّض إلى كُلِّه، أو بَعْضِه، وذكره بالموصول المفيد لمعنى الجنس‏.‏ ومَنْ لا يدريه من الأغبياء يجعل الجِنْس مُستغرقاً، ويَزْعمُ أنه لم يبق من الغيب شيءٌ إلا قد أعطاه إياه، وتلك غباوةٌ رَكبها مِن عند نفسه، فليركبها‏:‏ ‏{‏وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِن نُورٍ‏}‏‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏‏{‏عَلَّمَ بِالْقَلَمِ‏}‏‏)‏ والقلم والقراءة ههنا على نَحْو ما يُعْطى الغلامُ من أدوات الكتابة، ويَحْضُر في المدرسة بين يدي أستاذه، وقد أشبعنا الكلامَ في أجزاء الحديث في أَوّل الكتاب‏.‏

سُورَةُ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ

يُقَالُ‏:‏ المَطْلَعُ‏:‏ هُوَ الطُّلُوعُ، وَالمَطْلِعُ‏:‏ المَوْضِعُ الَّذِي يُطْلَعُ مِنْهُ‏.‏ ‏{‏أَنزَلْنَهُ‏}‏ ‏(‏1‏)‏ الهَاءُ كِنَايَةٌ عَنِ القُرْآنِ‏.‏ ‏{‏إِنَّآ أَنْزَلْنَاهُ‏}‏ مَخْرَجَ الجَمِيعِ، وَالمُنْزِلُ هُوَ اللَّهُ، وَالعَرَبُ تُؤَكِّدُ فِعْلَ الوَاحِدِ فَتَجْعَلُهُ بِلَفظِ الجَمِيعِ، لِيَكُونَ أَثْبَتَ وَأَوْكَدَ‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏الهاءِ كِنايةٌ عن القُرْآن‏)‏ أراد به الضميرَ في قوله‏:‏ ‏{‏إِنَّآ أَنْزَلْنَاهُ‏}‏‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏والعرب تؤكد فِعْل الواحِدِ، فتجعلُه بِلفْظ الجميع، ليكون أثبت، وأَوْكد‏)‏ قلتُ‏:‏ وليس هذا إلا في كتاب أبي عبيدة، ولم يذهب أحدٌ من النحاة إلى أن صيغة جمْع المتكلم للتأكد، والمفسرون عامّة سلكوا فيه مَسْلَك التأويل‏.‏

سُورَةُ ‏{‏لَّمْ يَكُنْ‏}‏

‏{‏مُنفَكّينَ‏}‏ ‏(‏1‏)‏ زَائِلِينَ‏.‏ ‏{‏قَيِّمَةٌ‏}‏ القَائِمَةُ‏.‏ ‏{‏دِينُ القَيّمَةِ‏}‏ ‏(‏5‏)‏ أَضَافَ الدِّينَ إِلى المُؤَنَّثِ‏.‏

باب

سُورَةُ ‏{‏إِذَا زُلْزِلَتِ الاْرْضُ زِلْزَالَهَا‏}‏

باب‏:‏ قَوْلُهُ‏:‏ ‏{‏فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ‏}‏ ‏(‏7‏)‏

يُقَالُ‏:‏ ‏{‏أَوْحَى لَهَا‏}‏ ‏(‏5‏)‏ أَوْحى إِلَيهَا، وَوَحى لَهَا وَوَحى إِلَيهَا وَاحِدٌ‏.‏

باب‏:‏ ‏{‏وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ‏}‏ ‏(‏8‏)‏

سُورَةُ‏:‏ ‏{‏وَالْعَدِيَتِ‏}‏

وَقالَ مُجَاهِدٌ‏:‏ الكَنُودُ‏:‏ الكَفُورُ‏.‏ يُقَالُ‏:‏ ‏{‏فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً‏}‏ ‏(‏4‏)‏ رَفَعْنَا بِهِ غُبَاراً‏.‏ ‏{‏لِحُبّ الْخَيْرِ‏}‏ ‏(‏8‏)‏ مِنْ أَجْلِ حُبِّ الخَيرِ‏.‏ ‏{‏لَشَدِيدٌ‏}‏ ‏(‏8‏)‏ لَبَخِيلٌ، وَيُقَالُ لِلبَخِيلِ‏:‏ شَدِيدٌ‏.‏ ‏{‏وَحُصّلَ‏}‏ ‏(‏10‏)‏ مُيِّزَ‏.‏

سُورَةُ‏:‏ ‏{‏الْقَارِعَةُ‏}‏

‏{‏كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ‏}‏ ‏(‏4‏)‏ كَغَوْغَاءِ الجَرَادِ، يَرْكَبُ بَعْضُهُ بَعْضاً، كَذلِكَ النَّاسُ يَجُولُ بَعْضُهُمْ في بَعْضٍ‏.‏ ‏{‏كَالْعِهْنِ‏}‏ ‏(‏5‏)‏ كَأَلوَانِ العِهْنِ، وَقَرَأَ عَبْدُ اللَّهِ‏:‏ كالصُّوفِ‏.‏

سُورَةُ ‏{‏أَلْهَكُمُ‏}‏

وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ‏:‏ ‏{‏التَّكَّاثُرُ‏}‏ ‏(‏1‏)‏ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَوْلاَدِ‏.‏

سُورَةُ ‏{‏وَالْعَصْرِ‏}‏

وَقالَ يَحْيى‏:‏ الدَّهْرُ، أَقْسَمَ بِهِ‏.‏

سُورَةُ ‏{‏وَيْلٌ لّكُلّ هُمَزَةٍ‏}‏

‏{‏الْحُطَمَةُ‏}‏ ‏(‏4‏)‏ اسْمُ النَّارِ، مِثْلُ‏:‏ ‏{‏سَقَرَ‏}‏ ‏(‏القمر‏:‏ 48- المدثر‏:‏ 26، 27، 42‏)‏، و‏{‏لَظَى‏}‏ ‏(‏المعارج‏:‏ 15‏)‏‏.‏

سُورَةُ ‏{‏أَلَمْ تَرَ‏}‏

قَالَ مُجَاهِدٌ‏:‏ ‏{‏أَلَمْ تَرَ‏}‏ أَلَمْ تَعْلَمْ‏.‏ قالَ مُجَاهِدٌ‏:‏ ‏{‏أَبَابِيلَ‏}‏ ‏(‏3‏)‏ مُتَتَابِعَةً مُجْتَمِعَةً‏.‏ وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ‏:‏ ‏{‏مّن سِجّيلٍ‏}‏ ‏(‏4‏)‏ هِيَ سَنْكِ وَكِل‏.‏

4959- قوله‏:‏ ‏(‏إن اللَّهَ أَمَرني أَنْ أقرأ عَلَيك‏)‏ والسرُّ فيه أنَّ الله سبحانه لما قدر أن يجعله أقرأ من بينهم، أمره أن يقرأ عليه رسوله مَرّة أيضاً ليتصل السَّند من أبيّ إلى ربّ العالمين، فليلقبه بالأقرأ‏.‏

سُورَةُ ‏{‏لإِيلَفِ قُرَيْشٍ‏}‏

وَقالَ مُجَاهِدٌ‏:‏ ‏{‏لإِيلَفِ‏}‏ ‏(‏1‏)‏ أَلِفُوا ذلِكَ، فَلاَ يَشُقُّ عَلَيهِمْ في الشِّتَاءِ وَالصَّيفِ‏.‏ ‏{‏وَءامَنَهُم‏}‏ ‏(‏4‏)‏ مِنْ كُلِّ عَدُوِّهِمْ في حَرَمِهِمْ‏.‏ قالَ ابْنُ عُيَينَةَ‏:‏ لإِيلاَفِ‏:‏ لِنِعْمَتِي عَلَى قُرَيشٍ‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏والجار يتعلق من قوله‏:‏ ‏{‏أَلَمْ تَرَ كَيْفَ‏}‏ ومع ذلك هما سورتان‏)‏ وقد وقع مِثْلُه في القرآنِ، فإِنَّ صَعُب عليك فَهْمُه، فلك أن تقدّر فَعْلاً آخَر مُناسباً للمقام، وراجع «الكشاف»‏.‏

سُورَةُ ‏{‏أَرَءيْتَ‏}‏

وَقالَ مُجَاهِدٌ‏:‏ ‏{‏يَدْعُو‏}‏ ‏(‏2‏)‏ يَدْفَعُ عَنْ حَقِّهِ، يُقَالُ‏:‏ هُوَ مِنْ دَعَعْتُ‏.‏ ‏{‏يَدْعُونَ‏}‏ ‏(‏الطور‏:‏ 13‏)‏ يُدْفَعُونَ‏.‏ ‏{‏سَهُونَ‏}‏ ‏(‏5‏)‏ لاَهُونَ‏.‏ وَ‏{‏الْمَاعُونَ‏}‏ ‏(‏7‏)‏ المَعْرُوفُ كُلُّهُ، وَقالَ بَعْضُ العَرَبِ‏:‏ المَاعُونُ‏:‏ المَاءُ، وَقالَ عِكْرِمَة‏:‏ أَعْلاَهَا الزَّكاةُ المَفرُوضَةُ، وَأَدْنَاهَا عارِيَّةُ المَتَاعِ‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏‏{‏الْمَاعُونَ‏}‏‏)‏ جوكام مروت كى هوتى هين‏.‏

سُورَةُ‏:‏ ‏{‏إِنَّآ أَعْطَيْنَكَ الْكَوْثَرَ‏}‏

وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ‏:‏ ‏{‏شَانِئَكَ‏}‏ ‏(‏3‏)‏ عَدُوَّكَ‏.‏

باب

رَوَاهُ زَكَرِيَّاءُ، وَأَبُو الأَحْوَصِ، وَمُطَرِّفٌ، عَنْ أَبِي إِسْحاقَ‏.‏

واعلم أنَّ الكَوْثر أصلُه في الجنة، ثُم جيء به إلى فِناء الجَنّة، فهو دون الصِّراط، فإِنه لما كان أَصْلُه في الجنة، فالظاهر أنه لا يكون إلاَّ في حواليها‏.‏ وهذه أيضاً قرينةٌ على كَوْن الحَوْض وراء الصِّراط، لأنَّ ماء الكوثر يغط في الحوض، أما المَحْشر فهو تلك الأَرْضُ المسكونةُ بِعَيْنها‏.‏

سُورَةُ‏:‏ ‏{‏قُلْ يأَيُّهَا الْكَفِرُونَ‏}‏

يُقَالُ‏:‏ ‏{‏لَكُمْ دِينَكُمْ‏}‏ الكُفرُ، ‏{‏وَلِىَ دِينِ‏}‏ ‏(‏6‏)‏ الإِسْلاَمُ، وَلَمْ يَقُل دِينِي، لأَنَّ الآيَاتِ بِالنُّونِ، فَحُذِفَتِ اليَاءُ، كما قالَ‏:‏ ‏{‏يَهْدِيَنِ‏}‏ ‏(‏الشعراء‏:‏ 78‏)‏، ‏{‏وَيَشْفِينِ‏}‏ ‏(‏الشعراء‏:‏ 80‏)‏‏.‏

وَقالَ غَيرُهُ‏:‏ ‏{‏لاَ أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ‏}‏ ‏(‏2‏)‏ الآنَ، وَلاَ أُجِيبُكُمْ فِيما بَقِيَ مِنْ عُمُرِي‏.‏ ‏{‏وَلاَ أَنتُمْ عَبِدُونَ مَآ أَعْبُدُ‏}‏ ‏(‏3- 5‏)‏ وَهُمُ الَّذِينَ قالَ‏:‏ ‏{‏وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مّنْهُم مَّآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبّكَ طُغْيَناً وَكُفْراً‏}‏ ‏(‏المائدة‏:‏ 64، 68‏)‏‏.‏

وقد مَرَّ ابنُ القَيِّم في «بدائع الفوائد» على التكرار في هذه الآية، وقد تَوَجَّه إليه البخاري أيضاً، فحمل إحْدَى الجملتين على الحال، والأُخرى على الاستقبال‏.‏

باب

سُورَةُ‏:‏ ‏{‏إِذَا جَآء نَصْرُ اللَّهِ‏}‏

باب‏:‏ ‏{‏وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِى دِينِ اللَّهِ أَفْوجاً‏}‏ ‏(‏2‏)‏

باب‏:‏ قَوْلُهُ‏:‏ ‏{‏فَسَبّحْ بِحَمْدِ رَبّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوبَا‏}‏ ‏(‏3‏)‏

تَوَّابٌ عَلَى العِبَادِ، وَالتَّوَّابُ مِنَ النَّاسِ التَّائِبُ مِنَ الذَّنْبِ‏.‏

والمرادُ من الفَتْح ههنا فَتْحُ مكة، وفي سورة الفتح صُلْح الحديبية؛ ثُم إنَّ في السورة إيذاناً بوفاةِ النبيِّ صلى الله عليه وسلّم لتمامية ما بُعِث له، كما نَبّه عليه ابنُ عباس‏.‏ وهذا كما أُشير إلى وفاةِ عيسى عليه الصلاة والسلام في قوله‏:‏ ‏{‏يعِيسَى إِنّي مُتَوَفّيكَ‏}‏وَرَافِعُكَ إِلَىَّ ‏(‏آل عمران‏:‏ 55‏)‏ أي إنّي رافعك الآن إليّ، ومتوفيك بعد تمامية ما فَوَّضْتُه إليك، فإِن بشارةَ الوفاة قبل انصرام الخدمات إنذارٌ، ومعلوم أنه قد بقيت له عدة خدمات مُهِمّة، فيلزم أن يكون حَيّاً، فإِذا أتمها الله على يديه، فحينئذ يموتُ كما مات النبيُّ صلى الله عليه وسلّم بعد الفراغ عما فُوّض إليه، وهذا على وَجْه، وفي الآية وجوه أُخرى، وأخرى؛ وأُخرى بسطناها في رسالتنا «عقيدة الإِسلام في حياة عيسى عليه الصلاة والسلام»‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏‏{‏فَسَبّحْ بِحَمْدِ رَبّكَ‏}‏‏)‏ وهو عندي اختصارٌ من الجملتين، سبحان الله، والحمد ، وما ذكر فيه السّيوطي ليس بمرضي عندي‏.‏

سورَةُ ‏{‏تَبَّتْ يَدَآ أَبِى لَهَبٍ وَتَبَّ‏}‏

‏{‏تَبَابٍ‏}‏ ‏(‏غافر‏:‏ 37‏)‏ خُسْرَانٌ‏.‏ ‏{‏تَتْبِيبٍ‏}‏ ‏(‏هود‏:‏ 101‏)‏ تَدْمِيرٌ‏.‏